27‏/02‏/2011

سارقو الدراجات




كتب د.أحمد خالد توفيق مقالاً عن صداقة جمعت بين "سايس" سيارات ومندوب مبيعات "صينى" ، وكتب عن لغتهم المشتركة التى لم تكن بالطبع العربية أو الصينية، ولكن سمة لغة جمعت بينهم، هى التى جمعت شعوب الأرض لمشاهدة عمل كفيلم سارق الدراجة! تلك اللغة هي لغة الفقر والكفاح والنضال، لا تنكر صلتك بالفيلم، هذا فيلم يتحدث عن شخصيات حولك إن لم يكن عنك!
كنت طلب من صديق إن يدلنى عن فيلم كئيبا، فدلنى..
ومع الدقائق الأولى للفيلم شعرت بإكتئاب عميق، رغم أن كل شئ حتى كتابة هذه السطور يسير على ما يرام، ولكنى أتوقع نهاية مؤلمة!
كل شئ يدعوا للإكتئاب هنا، الظروف المعيشية، الضوائق المالية، الصراع، تعابير الأمل نفسها تصيبك بالغم، الموسيقى موجعة.
رجلاً ينتمى للطبقة العاملة فقد حياته بفقد دراجته، مأساة يعرفها أى سائق تاكسى ، أو صاحب عربة مأكولات، أو أى رب عمل من الأعمال البسيطة.

يبدأ الفيلم بشاب عاطلاً لشهور، يعثر على عمل يتطلب منه أن يملك دراجة كى يباشر عمله، فيبدأ مع زوجته تصريف شئونهم المالية برهن كل ما يمكن رهنه، حتى أغطية السرير ويحصل أخيراً على دراجته.
وينتقل الشاب بدراجته ليلصق ملصقات أفلام هوليود على جدران الشوارع المتهالكة، (لاحظ هنا المفارقة المقصودة بين صورة لـ"ريتا هيوارث" تعكس إتجاه سينما "هوليوود" وقتها، وبين فيلمنا الذى يمثل حركة السينما الواقعية الإيطالية "النيروليزم")

وأثناء أنهماكه فى العمل، يأتى سارق الدراجة ليسلب من الشاب أحلامه التى ما لبثت أن بدأت، حتى يفر السارق بدراجته على الأرجح لأستخدامها فى عمل مشابه، على نحو يبرز درجة إنتشار البطالة فى البلاد، كما يبرزها فى مشاهد أخرى عديدة.

بعد مطاردات يائسة للشاب وأبنه الصغير، نرى البطل يهرب من قلقه ويأسه ببعض الطعام الفاخر والنبيذ فى أحدى المطاعم البرجوازية، وعلى غير المتوقع يعثر الشاب على سارق الدراجة سائراً بجوار منزله، وبعد مشهد طويل لم يستطيع فيه الشاب أن يدين سارق الدراجة أو العثور على دراجته، يعود مذيلاً بالخيبة.

جائت المحاولة الفاشلة لسرقة دراجة كانت ملقاة بلا صاحب بعد صراع نفسي عنيف، يجد الشاب نفسه مقبوضاً عليه، ويستأسد عليه المجتمع، نفس المجتمع الذى لم ينفعل له من قبل، وكأنه يقف ضده على طول الخط فرفضه شريفاً ولصاً، ويتركه الرجال بعد أن رأوا الحالة المزرية التى عليها أبنه الباكي، فيتركوه بعد توبيخ.

يلتقط الشاب قبعته ويضغط على يد أبنه الصغير ويسير، وينتهى الفيلم بأختفاء الشاب وأبنه وسط الجموع البائسة السائرة لتكون قصة من ملايين القصص التى تزخم بها الحياة الواقعية والتى على حد علمى لن تنتهى!


هناك 4 تعليقات:

  1. Thanks for it .. I hope the new Topic is always

    ردحذف
  2. Succès ... S'il vous plaît noter les nouveaux sujets toujours

    ردحذف
  3. Dank den Themen .... Ich hoffe, mehr von den Themen

    ردحذف
  4. Vielen Dank .. Und ich hoffe, Sie Mved Entwicklung und Schreiben von verschiedenen Themen :)

    ردحذف